الضيوف

الجمعة، يوليو 30، 2010

هل هناك حضارات في السابق وصلت إلى ما وصلنا إليه وربما أكثر؟

بسم الله الرحمن الرحيم

في قناعتي الشخصية أننا لسنا الحضارة البشرية الوحيدة منذ خلق الله آدم إلى الآن ,, والأدلة على ذلك كثيرة منها العقلية ومنها النقلية ,, فمن الأدلة العقلية أنه يعتبر إجحاف في حق البشرية أن نعتقد أنه على طول فترة بقاء الإنسان في هذه الأرض لم يصل إلى حضارة تشابه أو تفوق حضارتنا من حيث الطب والهندسة والصناعات المتطورة على اختلاف أشكالها وأنواعها, وهذا إن دل على شيئ فإنه على عنجهيتنا كبشر وتكبرنا حتى على أنفسنا ,,ولا يلزم أن تكون هذه الحضارات مطابقة لحضارتنا كأن يكونوا مثلا استخدموا الكمبيوتر ,, أو البلاستيك ,, فالمقصد أن لديهم حضارة استخدموها في خدمة البشرية أو القضاء عليها ,, كما هو حاصل الآن ولكن ربما بأسلوب آخر والله أعلم , ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يبق من علومهم شيئ ؟ وكجواب مبدئي على هذا السؤال أرد بسؤال آخر : وهل يجب أن يبقى من علومهم شيئ إذا انتهت حضارتهم ؟ لا يلزم أن يبقى من علومهم شيئ ,,, نعم لا يلزم أن يبقى من علومهم شيئ لنتأكد من وجود حضارتهم, ويكفي أن نرى بعض آثارهم الباقية كالأهرامات ومدائن صالح والبتراء وإرم ذات العماد ,,,,, وغيرها الكثير ممن لم يبق من آثارهم شيئ والله أعلم ,, فنحن نرى حضارتنا الآن ونقول بأنها لن تنتهي وإذا انتهت فقد يبقى بعض علومها,,, ما الذي يثبت لنا أنه قد يبقى من علومنا شيئ إذا انتهت الحضارة ؟؟!!! فالحضارات تنتهي بانتهاء الأمم المسيطرة على الحضارة وانهيار دولتهم ,, فانهيار الدولة العظمى يؤدي إلى انهيار العالم وانهيار العالم يؤدي إلى توقف التطور وتوقف التطور يؤدي إلى توقف الصناعات وتوقف الصناعات يؤدي إلى استهلاك الموجود من الأدوات المصنعة واستهلاك الأدوات المصنعة يؤدي إلى تلفها مع عدم وجود قطع غيار بسبب توقف المصانع مما يؤدي إلى خرابها والاستغناء عنها بعد فترة من الزمن ليست بالطويلة ,, ثم بعد ذلك تقوم الطبيعة بعملها في إخفاء معالم حضارتنا إلى الأبد وهكذا دواليك,,,وتلك الحضارات كانت تأخذ مشعلها أمة من الأمم فمن قوم نوح إلى الفراعنة إلى قوم صالح إلى قوم هود , إلى حضارة ذو القرنين ,, وغيرها ممن يعلمها الله وحده ,,, إلى أمريكا اليوم وربما تنتقل الحضارة انتقال سلسل إلى غيرها من الأمم المعاصرة لها ,, وربما تنتهي الحضارة ككل بانهيار أمريكا قبل انتقال الحضارة بطريقة سلسة إلى غيرها من الأمم كي تمسك بزمام الأمور كالصين مثلاً ,, ولتقريب الفكرة أقول لكم ماذا يسمي الناس العالم اليوم ؟ ألا يقولون أن العالم أصبح قرية صغيرة ... والله سبحانه وتعالى حين يذكر إهلاك الأمم يسميهم قرية قال تعلى في سورة هود ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) )) وقال تعالى في سورة الأعراف ((وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4))) وقال أيضاً في سورة الحجر ((وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)))

وقال أيضاً في سورة النحل ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112))) وذلك رغم وجود لفظ مدينة في القرآن الكريم قال تعالى (( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين )) ولكنها لم تأتي في أي موطن من مواطن هلاك الأمم ,, إذا لماذا يأتي لفظ قرية في الهلاك رغم أن لفظ مدينة أعم لغوياً ؟؟؟ هذا دليل والله أعلم أن لفظ قرية في هلاك الأمم يقصد به كل العالم كما نقول عن عالم أنه أصبح قرية صغيرة,, ولذلك مكة اسمها أم القرى وليست أم المدن ,, أي أنها أم الحضارات المتتالية فما تأتي حضارة من الحضارات إلا ومكة لها مكانة في هذه الحضارة بعكس باقي المدن التي تنتهي بانتهاء دولتها والله أعلم ,,

ومن الأدلة أن كلمة قرية حين تأتي في القرآن يقصد بها كل العالم قوله تعالى في سورة يونس عليه السلام ((فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98))) ففي الآية التي بعدها مباشرة إشارة إلى أنهم كانوا كل أهل الأرض فقد قال تعالى مخاطباً محمد صلى الله عليه وسلم في الآية التي تليها مباشرة ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99))) مع علمنا أن عددهم في حدود 100000 كما أخبرنا بذلك سبحانه وتعالى , قال الطبري (قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم :(ولو شاء) ، يا محمد =(ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا)، بك، فصدَّقوك أنك لي رسول ، وأن ما جئتهم به وما تدعوهم إليه من توحيد الله وإخلاص العبودية له ، حقٌّ، ولكن لا يشاء ذلك)أ.ه أي أن الخطاب هنا موجه للرسول صلى الله عليه وسلم أي لو شاء ربك لآمن أهل الأرض كلهم بك كما آمنوا في وقت يونس عليه السلام ,, والدليل كذلك أنهم كل أهل الأرض هو أن يونس عليه السلام بعدما ذهب مغاضباً وقذفه الحوت وقع على قومه أيضاً ,,, والله أعلى وأعلم

ومن الأدلة النقلية أنه كانت هناك حضارات قبلنا : قول نوح عليه السلام لقومه كما ورد في سورة نوح ((أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15))) وهذا ليس معناه أنهم رأوا السموات السبع بأم أعينهم ولكنه دليل على علمهم بوجود سبع سماوات كما أخبر الله سبحانه عن رسوله صلى الله عليه وسلم حين قال تعالى (( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )) أي ألم تعلم بما فعل ربك بأصحاب الفيل ,, وبما أن قوم نوح يعلمون أن فوقهم سبع سماوات فهذه تعتبر مرحلة عالية من العلم ,, لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ثم من شاء من مخلوقاته ,, والله أعلى وأعلم

وهناك من الأدلة ما يطول به الموضوع وأكتفي بهذا القدر لعل الفكرة وصلت

هناك تعليق واحد:

يشرفني مروركم