الضيوف

الخميس، نوفمبر 24، 2011

ما هو الترتيل؟


قال تعالى (( أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً )) في سورة المزمل , والترتيل في اللغة كما قال بن عاشور في تفسيره لهذه الآية ((والترتيل : جعل الشيء مرتَّلاً ، أي مفرقاً ، وأصله من قولهم : ثَغْر مرتَّل ، وهو المفلج الأسنان ، أي المفرق بين أسنانه تفرقاً قليلاً بحيث لا تكون النواجذ متلاصقة )) وقال صاحب لسان العرب ( الرَّتَلُ حُسْن تَناسُق الشيء وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ حَسَن التنضيد مُستوي النباتِ وقيل المُفَلَّج وقيل بين أَسنانه فُروج لا يركب بعضها بعضاً والرَّتَلُ بياض الأَسنان وكثرة مائها وربما قالوا رجل رَتِلُ الأَسنان مثل تَعِبٍ بَيِّنُ الرَّتَل إِذا كان مُفَلَّج الأَسنان وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ على تؤدة ورَتَّلَ الكلامَ أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه والترتيلُ في القراءة التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بَغْيٍ وفي التنزيل العزيز ورَتِّل القرآن ترتيلاً قال أَبو العباس ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق والتبيين والتمكين أَراد في قراءة القرآن وقال مجاهد الترتيل الترسل قال ورَتَّلته ترتيلاً بعضه على أَثر بعض قال أَبو منصور ذهب به إِلى قولهم ثغر رَتَلٌ إِذا كان حسن التنضيد ) والذي يظهر من معنى الترتيل وبعد الرجوع لمعاجم اللغة العربية أن المقصود بالترتيل هو : قراءة المصحف مرتباً كما نقرأه الآن وليس كما نزل منجماً ,, فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يرتل القرآن تريلاً أي أن يفرقه وينسقه ليس بحسب نزول الآيات وإنما كما يأمره الله سبحانه وتعالى, ودليل هذا القول قوله تعالى في سورة الفرقان ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) أي أن سبب نزول القرآن منجماً هو تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم فالقرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل منجماً على رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورغم نزوله منجماً فقد رتلناه ترتيلاً أي رتبناه ترتيباً حيث كان صلى الله عليه وسلم يأمر كتبة الوحي بعد كل نزول للوحي بأن يضعوا هذه الآيات في سورة كذا بعد الآية كذا قال عثمان بن عفان رضي الله عنه ((إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان مما ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا أنزلت عليه الآية قال لبعض من يكتب اجعلوا هذه الآية في سورة كذا وكذا))([1])
 فهذا هو الترتيل وليس له علاقة بتحسين الصوت أو تجويد القراءة والله أعلى وأعلم , وأما التجويد وتحسين الصوت بالتلاوة فهذا معنى كلمة ((القرآن))أي الكتاب المجود المتلو بتمهل وبتحسين الصوت ,, والدليل على هذا قوله تعالى في سورة القيامة  ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)


([1])  المعجم الأوسط (7/  328)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني مروركم